كيف تتحقق الأرباح في المتاجرة ؟

0

كيف تتحقق الأرباح في المتاجرة ؟ إنه سؤال سهل الإجابة ..
عندما تتاجر بسلعة ما فإن الكسب يتحقق عندما تقوم بشراء هذه السلعة بتكلفة ونبيعها بقيمة أعلى .
أي إننا لا من المحتمل أن نحقق ربحاً إلا إذا كان ثمن بيعنا لسلعة أكبر من تكلفة شراءنا لها .
فعلى أساس المعادلة البسيطة :
الكسب = قيمة البيع – سعر الشراء.

نشتري بقيمة ونبيع بتكلفة أعلى .. هكذا يتحقق الربح .

فلابد قبل أن نشتري سلعة بقصد المتاجرة أن نتوقع بأكبر معدل من التأكد بأن قيمتها سوف يصعد .
فإذا تأكدنا بأن ثمن سلعة ما سوف يصعد في أعقاب فترة من الوقت , نقوم بشرائها وننتظر على أن يصعد سعرها فعلاً ثم نبيعها بالسعر المرتفع .
لذا لا يمكن لنا أن نحقق الأرباح إلا في الدكاكين الصاعدة , أي المتاجر التي ترتقي فيها الأسعار يوماً وراء يوم.
فعلينا مراقبة حركة التكاليف وحالَما نتوقع أن ثمن سلعة ما صارت صاعدة أي أنها تصعد يوماً وراء يوم , نقوم بشرائها ثم ننتظر حتى يصعد سعرها فعلاً فنبيعها ونحصل على الربح .

لكن ماذا لو توقعنا أن سعر سلعة ما سينخفض ولن يصعد ؟ ماذا لو توقعنا أن أسعار السيارات في الأيام القادمة ستنخفض ولن ترتفع ؟

طبعاً سيكون من الحماقة شراء سيارة هذه اللحظة , لأننا سنجد أن سعرها سينخفض بعد أيام فإذا بعناها سنعاني من الخسارة .

فلو كان قيمة سيارة تلك اللحظة هو 10.000$ ولكننا نتوقع في الأيام القادمة أن ثمنها سينخفض إلى 8000$ , فسيكون من الحماقة أن نشتريها بتكلفة 10.000$ لأننا سنجد أن قيمتها صار بعد أيام 8000$ فإذا بعناها بهذا الثمن سنعاني من ضياع 2000$ .

إذاً .. لا يمكننا أن نبدأ بالشراء إلا كلما نتوقع أن الأسعار سوف تصعد وأن المحلات في صعود .

وهذه نص منطقية وواضحة وقد تتساءل لماذا أؤكد عليها ؟ وهذا لأننا في المتاجر الهابطة أي المحلات التي تنخفض فيها التكاليف يمكننا أيضاًً أن نحقق ال**ب ..!! كيف ذلك ؟

تصور أن لديك سيارة يساوي تكلفتها في السوق الآن 10.000$
فإذا كانت أسعار السيارات في هبوط وأن سيارتك حتى الآن يسير من أيام سيهبط سعرها إلى 8000$ فكيف على الأرجح أن تحقق ال**ب بذلك ؟
بكل بساطة ستقوم ببيع سيارتك حاليا وقبل أن يهبط سعرها بسعر 10.000$ وستضع في جيبك هذا المبلغ , ستنتظر حتّى ينزل التكلفة إلى 8000$ ثم تقوم بشراءها بذاك الثمن .
ما النتيجة ؟
النتيجة أن سيارتك آبت إليك وبرفقتها كسب 2000$ .
فقد بعتها بمبلغ 10.000$ ثم أعدت شراءها بمبلغ 8000$ أي أنك أعدت سيارتك وبصحبتها ربحاً قدره 2000$ ..!!
معنى هذا أنك استطعت تحقيق كسب المال من السوق المنخفض تماماً كتحقيقك للربح من السوق الصاعد .

مع فارق واحد ..

أنك في السوق الصاعد ( أي الذي ترتفع فيه التكاليف يوماً يوم يوم بعد يوم ) بدأت الاتفاقية التجارية بشراء ثم أنهيتها ببيع .
اشتريت السيارة بسعر 10.000$ ثم بعتها بسعر 12000$ وحققت الكسب .
أما في السوق المنخفض انهزم بدأت الصفقة ببيع ثم أنهيتها بشراء .
بعت السيارة بسعر 10.000$ واشتريتها مرة أخرى بسعر 8000$ وحققت الكسب .

ففي ظرف السوق الصاعد : كان سعر الشراء أقل من قيمة البيع .
وفي موقف السوق الهابط : كان تكلفة الشراء كذلكًً أسفل من ثمن البيع .

لكن الذي اختلف هو ترتيب الصفقة .

ففي الصاعد بدأت بشراء وأنهيت ببيع , وفي السوق المتدني بدأت ببيع وأنهيت بشراء .
فإذاً لا يهم أن تكون الأثمان في مبالغة أو انخفاض لتحقيق ال**ب بالمتاجرة .

بل المهم أن يكون توقعك للسوق هو الصحيح .

فإذا توقعت أن الأسعار سوف تصعد ستشتري السلعة أولاً ثم ستبيعها حينما ترتفع بالفعلً .
وإذا توقعت أن الأسعار ستنخفض ستبيع السلعة أولاً ثم تشتريها حالَما تتدنى بالفعلً .
وفي الحالتين سيكون ثمن الشراء أقل من سعر البيع , ولا لا يشبه إلا مقر القيام بالصفقة .

من الطريف أنه في كافة الدكاكين المادية يطلق تعبير “سوق الثور” Bullish للسوق الصاعد و “سوق الدب” Bearish للسوق الهابط , ففي المحلات المالية يعبر الثور Bull عن قوى الطلب , قوى الشراء التي تدفع الأثمان للتزايد ويعبر الدب Bear عن قوى العرض , قوى البيع التي تدفع التكاليف للنزول .

فعندما يكون الطلب على سلعة ما كبيراً ويكون الكثير من المتاجرين راغبين في شراء هذه السلعة سوف يصعد قيمة هذه السلعة بأسلوب حثيث ويقال أن السوق يتحكم به الثيران bulls الذين يدفعون الأثمان للغلاء .
وعندما يكون العرض على سلعة ما كبيراً ويكون الكمية الوفيرة من المتاجرين راغبين في بيع هذه السلعة سينخفض سعرها على نحو حثيث ويقال أن السوق يتحكم به الدببة bears الذين يدفعون الأسعار للتدني .

ويحتسب سوق أي سلعة عبارة عن ساحة محفل بين الثيران والدببة فإذا تفوقت الثيران كانت النتيجة زيادة التكاليف وإذا تفوقت الدببة كانت النتيجة انخفاض التكاليف .
يحتسب ما ذكرناه شخص من أشهر أشكال التعبير في المتاجر المالية عموم , وكثيراً ما ستقابل هذا التعبير الطريف في متباين المحلات .

ولنأخذ مثلاً (مثال 1): تصور أن ثمة فئة من الأخشاب الطن منه يساوي حالا 2000$ ولكنك ومن دراستك للسوق توصلت إلى قناعة إلى أنه حتى الآن أسبوع سوف يصعد تكلفة الطن من هذا الخشب إلى 3000$ . كيف تَستطيع تحري الربح ؟

الجواب : ستقوم بدفع مبلغ 2000$ وستشتري طن من هذا الخشب وتنتظر فإذا صدق توقعك سوف يرتقي ثمن الطن إلى 3000$ لديها ستبيع ما لديك بالسعر الجديد وبذلك تكون قد حققت ربحاً يساوي 1000$ من هذه العملية التجارية . ( سعر البيع – ثمن الشراء ) .
لقد بدأت بالشراء وانهيت بالبيع .

مثال 2: تصور أن نفس نوع الخشب والذي يساوي الطن منه هذه اللحظة 2000$ ولكنك من دراستك للسوق توصلت إلى قناعة أنه بعد فترة من الدهر سينخفض قيمة الطن ويصل إلى 1000$ , فكيف ستحقق ال**ب ؟
الجواب : ستقوم ببيع ذاك الطن في السوق تلك اللحظة بثمن 2000$ وسيصبح في جيبك 2000$ , كلما يهبط سعر الطن إلى 1000$ ستشتريه مرة أخرى بقيمة 1000$ . وبالتالي يعود لك الخشب ومعة كسب 1000$ .
قد تسأل سؤالاً هاماً ..
كيف لي أن أبيع الخشب وأنا لا أملكه ؟ حسناً .. ستقترضه ..

فعندما توصلت إلى قناعة بأن سعر الخشب سينخفض في أعقاب مدة من الوقت , ستذهب إلى شخص من أصحاب محلات الخشب وتطلب منه أن يقرضك طناً من الخشب على أن تعيده له حتى هذه اللحظة أسبوع مثلاً ..
فإذا قبِل ستأخذ طن الخشب الذي اقترضته وتركض به إلى السوق وتبيعه بسعر 2000$ , تلك اللحظة لديك 2000$ ولكنك مطالب أن تعيد طن الخشب إلى ذو الدكان الذي أقرضك إياه .

حسناً ستنتظر عدد مقيد من الدهر وعندما يهبط تكلفة الطن إلى 1000$ كما توقعت ستذهب إلى السوق وتشتري طن من الخشب بمبلغ 1000$ ثم تعيده إلى صاحب المتجر , ويتبقى معك 1000$ كربح صافي لك .
ماذا لو ارتفع قيمة الخشب خلفاً عن أن ينخفض ؟

لو فرضنا أن قيمة الطن أصبح 3000$ , معنى هذا أنك لكي تتمكن من إعادة الطن الذي اقترضته فلابد أن تشتريه بثمن 3000$ إلا أن لايوجد لديك سوى 2000$ , إذاً ينبغي أن تضيف من جيبك مبلغ 1000$ لتعويض الفارق لتقدر على من إعادة الخشب الذي اقترضته .

فحالَما تبدأ البيع سيكون كل أملك هو أن تهبط الأثمان كي تستطيع من الشراء بثمن أسفل من قيمة البيع .

فكما قلنا أن الربح لايتحقق إلا إذا كان ثمن البيع أعلى من ثمن الشراء , ولايهم ترتيب الاتفاقية التجارية المادي هو أنه في عاقبة العملية التجارية يكون الثمن الذي بعت به السلعة أعلى من التكلفة الذي اشتريتها به .
من هذا المثال يتبين لك أن ال**ب ربما أن يتحقق في السوق الصاعد والسوق الهابط . والمهم في الموضوع هو أن يصدق توقعك .

في المتاجر المادية يطلق مصطلح LONG متى ما تبدأ الاتفاقية التجارية بشراء ويطلق مصطلح SHORT وقتما تبدأ الصفقة ببيع .

يمكنك اعتبار أن LONG تعني شراء وأن SHORT تعني بيع .

لماذا لا نطبق ما تعلمناه تلك اللحظة على المتاجرة بنظام الهامش ؟

تعلم أنه لا تفاوت بين أن تتاجر بسلعة بالأسلوب التقليدي و أن تتاجر بها بنظام الهامش سوى إنك في نسق الهامش لن تدفع إلا جزء بسيط من تكلفة السلعة التي ستتاجر بها .
لنعود لمثال السيارات السالف وسنقوم بالمتاجرة بالهامش في موقف السوق الصاعد والسوق الهابط .
تذكر أن الوكالة التي نتعامل بصحبتها ستقوم بخصم مبلغ 1000$ كهامش مستخدم بنظير كل سيارة نقرر المتاجرة بها , وتذكر أن حسابنا لدى الشركة هو 3000$ .

في ظرف السوق الصاعد:

لنفترض أن سعر السيارة الواحدة حاليا هو 10.000$ ولنفترض أننا وعن طريق متابعتنا لسوق السيارات وصلنا إلى قناعة بأن أسعار السيارات سوف ترتقي في الفترة القادمة , سنفكر إذاً في شراء سيارة على أمل أن نتمكن من بيعها بسعر أعلى فيما حتى الآن .

سنقوم بشراء 1 لوت من وكالة العربات أي إننا سنشتري سيارة واحدة حيث أن اللوت = سيارة قيمتها 10.000$ . ستقوم وكالة السيارات بخصم 1000$ من حسابنا كهامش مستخدم يسترد في أعقاب إكمال العملية , وسيتبقى في حسابنا 2000$ وهو الهامش المتاح وهو أعظم وأضخم مبلغ من المحتمل أن نخسره في هذه الاتفاقية التجارية .

لنفترض أنه وبعد شراءنا للسيارة انخفضت أسعار المركبات إلى 9000$ , لو قمنا ببيع السيارة بالسعر الحالي سيلزمنا أن نضيف 1000$ من جيبنا لنستكمل قيمة السيارة والتي اشتريناها من الوكالة بسعر 10.000$ , ستخصم الوكالة ذاك المبلغ من حسابنا لتعويض الفارق . ولكننا لن نبيع وسننتظر ..

نعم .. لنفترض أن التكاليف ارتفعت بأسلوب عاجل وأصبح تكلفة السيارة 12000$ .
لو قمنا ببيع السيارة بالثمن الحالي سنتمكن من تسديد كامل قيمة السيارة وسيتبقى 2000$ هما ربحنا من الاتفاقية التجارية .

سنقرر تشطيب العملية التجارية وسنأمر الوكالة ببيع السيارة بثمن 12000$ , ستنفذ الوكالة الأمر وستخصم قيمة السيارة التي تطالبنا به وهو 10.000$ ويتبقى مبلغ 2000$ كربح ستضيفه إلى حسابنا عندها بعد أن تعيد الهامش المستخدم .
سيكون حسابنا لديها = 5000$ .
وبالتالي يكون ال**ب الذي حققناه : ال**ب = قيمة البيع – قيمة الشراء => 12000- 10000 = 2000$

في ظرف السوق المتدني:

لنفترض أن ثمن السيارة تلك اللحظة = 10.000$ ولكننا ومن متابعتنا للسوق توصلنا إلى قناعة بأن أسعار السيارات ستنخفض في الفترة القادمة .

سنفكر ببيع سيارة بالقيم الحاضر لنعيد شراءها بتكلفة أدنى فيما حتى حاليا . طبعاً نحن لانملك سيارة حالاً , لذلك سنقوم باقتراضها من وكالة المركبات وسنأمرها أن تبيعها فوراً في السوق بسعر 10.000$ الحالي .
ستنفذ الوكالة الشأن وستخصم من حسابنا 1000$ كهامش مستخدم .فسواء اشترينا السيارة أم بعناها فنحن بدأنا صفقة وأصبحنا مطالبين بتسديد كامل قيمة السيارة في ظرف الشراء أو بإعادة السيارة في موقف البيع .

سيتبقى في حسابنا مبلغ 2000$ كهامش متاح , ونحن حالا مطالبين بإعادة السيارة التي اقترضناها .
لو فرضنا حتى الآن بيعنا السيارة ارتفعت أسعار المركبات وبات سعر السيارة = 11000$ .
معنى ذلك لو قررنا أن نشتري سيارة بالتكلفة الحاضر سنلزم بإضافة 1000$ من جيبنا حيث أننا بعنا السيارة بمبلغ 10.000$ والسيارة حاليا = 11000$ لكي نتمكن من إعادتها للوكالة يلزمنا أن نضيف 1000$ , سيخصم ذاك المبلغ من حسابنا لدى الوكالة لو قررنا فعلاً الشراء . ولكننا لن نفعل .. سننتظر ..
نعم لقد انخفضت أسعار العربات وأصبح سعر السيارة = 8000$ , أي أننا لو قررنا أن نشتري سيارة هذه اللحظة لنعيدها للوكالة سندفع مبلغ 8000$ ويتبقى لدينا 2000$ من القيمة الذي بعنا فيه السيارة كربح لنا .

سنقوم بذلك وسنأمر الوكالة أن تشتري سيارة , ستنفذ المنشأة التجارية الأمر وستدفع 8000$ وسيتبقى 2000$ ستضاف إلى حسابنا عندها بعد استرداد الهامش المستعمل وسيصبح حسابنا = 5000$
وبالتالي يكون الربح الذي حققناه : الكسب = سعر البيع – قيمة الشراء => 10.000$ – 8000$ = 2000$

وهكذا ترى أنه في المتاجرة بالهامش كالمتاجرة بالأسلوب التقليدي يمكن دوماً تحقيق الكسب في السوق الصاعد والهابط والمهم في الشأن أن تصدق توقعاتنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

× راسلنا على الواتس