البورصات التي تتعامل بنظام الهامش

0

البورصات التي تتعامل بنظام الهامش ثمة أعداد عارمة من البضائع التي من محتمل المتاجرة بها بنظام الهامش، حيث تقوم بشراء وبيع هذه البضائع في البورصات الدولية المخصصة لها بحسب نوعها.
أكثر أهمية هذه البضائع :
الأسهم – Stocks
المنتجات – Commodities
الأوراق المادية – Currencies
وسنتحدث عن كل منها بشيء من التفصيل.
دكاكين الأسهم – Stock market:

وهي أكثر الدكاكين شهرة وأكثرها قدماً . وأسواق الأسهم بكل بساطة هي البورصات التي ينهي فيها بيع وشراء أسهم الشركات . تتم العملية أساساً بأن تقوم بفتح حساب لدى شركة وساطة مالية (brokerage), ثم تقوم باختيار سهم شركة ما على أساس أنك تتوقع أن سعر أسهمها سوف يرتقي حتى هذه اللحظة مرحلة من الزمن , فتقوم بالطلب من شركة الوساطة أن تقوم بشراء لك عدد معين من أسهم هذه الشركة. ثم تنتظر إلى أن يتم زيادة أسهم هذه الشركة بشكل فعلي لتقوم ببيع ما لديك من أسهم ومن ثم تنال الربح .

تتم متابعة أسهم الشركات في البورصات المختصة لذلك , فإذا كانت الشركة التي تود شراء أسهمها هي شركة أمريكية مدرجة في نطاق بورصة نيويورك فستراقب تكلفة هذه المنشأة التجارية في بورصة نيويورك , وإن كانت الشركة التي ترغب أن تقوم بشراء أسهمها هي شركة محلية في بلدك فستراقب سعر أسهم هذه الشركة في بورصة بلدك المحلية – بورصة العاصمة المصرية القاهرة عاصمة مصر أو عمان أو الكويت مثلاً – ومن ثم .

مما لا شك فيهً ينهي ارتفاع وانخفاض تكلفة أسهم المنشأة التجارية بحسب تطبيق هذه المنشأة التجارية , فإن كان تنفيذ الشركة جيداً سيرغب العدد الكبير من الناس بشراء أسهمها وبالتالي سوف يرتقي قيمتها , ولو أنه الأداء ضعيفاً سيرغب الكثير من الناس ببيع أسهم هذه الشركة – للتخلص منها – ومن ثم ينزل سعر أسهم هذه الشركة .

لكي تحقق الربح في المتاجرة بسوق الأسهم فمهمتك واضحة بشكل ملحوظً : وهي أن تبحث عن شركة تتوقع في المستقبل القريب – أو البعيد – أن أسعار أسهمها سوف تصعد فتقوم بشرائها حاليا وتنتظر عدد مقيد من الزمن فإذا كان توقعك صحيحاً فسترتفع أسعار أسهم هذه المنشأة التجارية فعلاً , لديها ستقوم ببيع ما اشتريته من أسهم بسعر أعلى وبالتالي تحقق الكسب .

أما كيف يمكنك أن تتوقع أن تكلفة أسهم شركة ما سوف ترتقي أم لا ؟ فهذا هو مربط الفرس ..!!

عملية التوقع هذه تحتاج إلى دراسة دقيقة لكثير من الموضوعات يصعب الحوار عنها هنا , وهذا ينهي بتحليل تطبيق الشركة وتنفيذ اقتصاد البلد التي تتبعها هذه الشركة والكثير من الأشياء الأخرى. ما يهمنا هنا أن تعلمه أن المتاجرة بالأسهم ربما أن تتم بالطريق التقليدي , ولذا أن تدفع كامل قيمة الأسهم وبذلك تمتلكها على نحو فعليً ثم تبيعها في الوقت الموائم .

كما انه يمكن المتاجرة بالأسهم بنظام الهامش بأن تدفع جزء معين من ثمنها لتمتلكها مؤقتاً كما حدث معك في مثال السيارات السابق (راجع الدرس بعنوان: عودة إلى عدد مقيد من المفاهيم).

يهمنا أن تعلم أن غالبية المتاجرين بالأسهم يتعاملون بالنظام التقليدي وليس بنظام الهامش لأن المتاجرة بالأسهم بنظام الهامش يتسم في عدد مقيد من الأحوال بالتعقيد وباختلاف القواعد والأنظمة وفق كل دولة .
ولو أنه هنالك كيفية جديدة للمتاجرة بالأسهم بنظام الهامش تلقب CFD اختصاراً لجملة contract for difference وهي طريقة أصبحت تنتشر في الفترة الأخيرة تتميز بالبساطة .

ما يهمنا أن تعلمه حالا أن المتاجرة بالأسهم بنظام الهامش ممكنة وإن كانت غير شائعة كثيراً .

محلات المنتجات – Commodities:

وهي المتاجر ( البورصات ) التي يشطب فيها بيع وشراء البضائع اللازمة , من هذه السلع :
المواد الغذائية : كالقمح , الذرة , فول الصويا , الشعير … الخ .
موارد الطاقة : المحروقات الخام , وقود التدفئة , الغاز الطبيعي … الخ .
المعادن الصناعية : الحديد , النحاس , الكروم , الألمنيوم … الخ .
المعادن النفيسة : الذهب , الفضة , البلاتين … الخ .
لكل نمط من البضائع السابقة سوقها المخصص بها , يشطب المتاجرة بالسلع بنظام الهامش وذلك بأن تختار سلعة تتصور أن ثمنها سوف يرتقي في المستقبل القريب فتقوم بشرائها لتبيعها بعد أن يصعد تكلفتها فعلياً وتحتفظ بالربح كاملاً لك .

تباع هذه المنتجات على هيئة خارجية وحدات ثابتة كما ذكرنا سابقاً لكل سلعة وحدة خاصة بها , فمثلاً وحدة الذهب تعادل إلى حاجز ماً 16 كيلو غرام كل وحدة يطلق فوقها لوت lot . فحينما تشتري ” لوت ” من الذهب فإنك بذاك تبتاع 16كيلوغرام من الذهب بقيمة ما على أمل أن تبيعه لاحقاً بقيمة أعلى , ستقوم بدفع نسبة عددها قليل من سعر هذه الكمية من الذهب كهامش مستخدم ليتم حجزه باسمك كلياً كما ذكرنا في مثال السيارات .

ستقوم بعدها وبعد أن بات ثمة 16 كيلو غرام من الذهب محجوز باسمك .. ستقوم بمتابعة أسعار الذهب في البورصة الدولية المخصصة بالذهب فوقتما تجد أن قيمته أصبح مرتفعاً ستأمر الشركة التي تتعامل برفقتها بأن تبيع اللوت الذي باسمك بالتكلفة الحالي ستقوم المؤسسة بأداء الأمر وستخصم سعر لوت الذهب وتضيف لحسابك الباقي كربح بعد أن تعيد لك الهامش المستخدم .

أما إن صرت أسعار الذهب هابطة زيادة عن الثمن الذي اشتريت به لوت الذهب معنى ذلك قد تأمر الشركة ببيع اللوت المحجوز باسمك بالثمن المتدني حيث سوف يشطب بدل إتلاف فارق القيمة من المتنافس من حسابك الموجود عندها , بالتأكيدً سيكون لك الحرية بالانتظار لعل السعر يعود للازدياد على أن لا يزيد الفارق ما بين سعر شراءك للوت الذهب وسعره الحالي عن المبلغ الموجود في الهامش المتاح لديك كما ذكرنا , والحافز الذي قد يدفعك بهدف البيع بفقدان هو الرهاب من المزيد من الانخافض في السعر ومن ثم الخوف من توسيع الفقدان .

ينطبق على الذهب ما ينطبق على غيرة من المنتجات , وإذا كان لكل سلعة بورصتها المخصصة , فهناك بورصة للنفط الخام وثمة بورصة للحديد .. الخ .

تختلف المؤثرات التي يحدث تأثيرها على سعر كل سلعة على حدة , فمثلاً يتأثر سعر الوقود الخام بالتغيرات السياسية في مناطق الإنتاج وبالسياسة الدولية أما تكلفة القمح مثلاً فيتأثر على حسب الأحوال المناخية وإمكانات الإنتاج في الدول الضرورية المصدرة للقمح وبذلك ..

فلا يمكن لشخص أن يعمل بكل أنواع السلع بل يتحتم أن التخصص في المتاجرة بمجال مقيد لأن دراسة حركة سلعة ما وبالتالي وعي إمكانية أن يتدنى أو يرتفع سعر سلعة ما تحتاج إلى الكثير من الدراسة والمتابعة والخبرة في سوق هذه السلعة .

يتم المتاجرة بأسواق المنتجات على الأرجح بنظام الهامش إلا أن بكيفية خاصة يطلق عليها المشتقات derivatives ( البيع الآجل futures والخيارات options ) وهي كيفية يصعب شرحها هنا وهي خارج نطاق هذا الكتاب .
ما يهمنا أن تعرفه هو أن هنالك العديد من المنتجات يمكن المتاجرة بها بنظام الهامش تماماً كالأسلوب الذي تحاورنا عنه في مثال السيارات .

محلات الأوراق المادية – Currency market:

وهي أكبر البورصات النقدية في الكوكب كليا ..!!

حيث يتم فيها بيع وشراء ورقة مالية دولة مقابل دفع ورقة مالية دولة أخرى . فمثلاً يكمل فيها شراء الدولار الأمريكي بدفع الورقة المادية الأوروبية الموحدة ( الورقة النقدية الأوروبية) , أو العكس أي شراء الورقة النقدية الأوروبية بدفع الدولار الأمريكي اجتماع . أو شراء الدولار الأمريكي بدفع الين الياباني , أو العكس . أو شراء الدولار الأمريكي بدفع الجنية الإسترليني , أو العكس .
أو شراء الدولار الأمريكي بدفع الفرنك السويسري مقابله , أو العكس . أو شراء أي ورقة مادية ودفع مقابلها ورقة مادية أخرى كثمن لها .

ويتم الحصول على الربح باستغلال الفروقات الطفيفة بين أسعار الأوراق المالية , وهي فروقات متواضعة في أغلب الوقت إلا أنها من المحتمل أن تجيء لتصير أرباح هائلة حينما ينهي بيع وشراء مقادير كبيرة جدا من النقود .

يلزمك إذاً مبالغ مادية كبيرة جدا للاستفادة من هذه السوق .. أليس كذلكًً ؟
لا .. ليس أيضاًً ..!!

بفضل المتاجرة بنظام الهامش ستتمكن من شراء وبيع مقادير عظيمة بشكل ملحوظً من الأوراق المالية نظير دفع جزء بسيط منها كهامش مستخدم وستحتفظ بالربح كاملاً لك وكأنك كنت تملك هذه المبالغ العارمة بشكل فعليً . تعطي المتاجرة بالأوراق المادية فرصة لا تعوض للحصول على انتصارات كبيرة جدا وبسرعة عظيمة غير جائز الحصول أعلاها بأي مجال أحدث من مجالات الاستثمار .

وتتميز المتاجرة بالأوراق المادية بالنظام الهامشي عن غيرها من المتاجرة بالكثير من المزايا التي تلائم الإنسان البسيط ذو الإمكانات المقيدة والخبرات المقيدة في المجال الاقتصادي .

لهذه الأسباب ولغيرها فإننا نخصص بقية هذا الكتاب لنعلمك أسس الدخول في ذلك المجال المثير والمربح بشكل كبيرً إن أجود المرء الفعل بصحبته , سنتحدث بالتفصيل عن كل ما تحتاجه لتصبح متاجراً في المضاربة على أسعار الأوراق المالية الدولية .

على الأرجح أن تكون هذه اللحظة هي لحظة فاصلة في حياتك العملية ..!!
وقبل الانتقال لهذا بالتفصيل سنكمل الحديث عن أنواع البورصات وكيفية الحصول على انتصارات من المتاجرة بشكل عام المسألة الذي يساندك لإدراك الأمر بكيفية أكثر سهولة ودقة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

× راسلنا على الواتس